الجمعة، 10 فبراير 2017


انصفوهن
غادة مدرسة لغة فرنسية.. تبلغ من العمر حوالي الخامسةو الثلاثين ..  جمعتني بها الصدفة لنكون في النهاية صديقتين.. هي في الجمال متوسطة . .لكن ماجعلنا صديقتين مارأيته فيها من حب الخير للناس ومساعدتهم ...  جميلة الحضور عفيفة النفس..  هادئة الطباع...  ولكن  في عرف شرقيتنا وبحكم مجتمعنا متى بلغت الانثى في مثل عمرها عدت عانسا ً .. حظها العاثر جعل قطار العمر يمر مسرعا ً متجاهلا محطة الزواج في حياتها...  بحكم العلاقة القوية التي ربطتني بها تمنيت لها زوجا ً غدرت يد الموت بزوجته لتترك له ولدا ً وحيدا في الرابعة من عمره .. طرحت عليها الموضوع  من باب الاخوية والمودة فرفضت بسرعة لا اتوقعها.. استغربت وسألتها عن السبب فقالت بأن والدتها ترفض اقترانها باي رجل سبق له الزوج..  بل ويجب ان يكون لديه من المال والمواصفات المشروطة  ماتؤهله ليقترن بها...  صراحة ً زاد استغرابي وقلت في نفسي لعل أمها تراها أجمل مما هي عليه لتتمنى لها هذا...  مرت الايام وتكررت لقاءتنا واعدت عليها عرض الزواج من قريب لنا..  عادت لترفض .. ووجدت نفسها مضطرة للتبرير لي امام نظرات استغرابي الملحة...  انحبست انفاسي و جحظت عيناي  لترمق دموع ٍ أضناها المعتقل فكسرت قيودها لتخرج الى منها ولو لمرة ٍ واحدة ... وشفتين اعتدت منهما  الابتسامة الرقيقة .. واليوم اختارت ان تطلق العنان لقصة ٍطالما احتفظت بها  في الأرشيف سنين طويلة....  بادرت لتقول..  امي لا تريد ان تزوجني محبة بي.. ولا حرصا ً منها لتختار  لي مستقبلا ً باهرا ً مع زوج المستقبل  المنتظر.. في الحقيقة زادت دهشتي وأيقنت انني اصبحت قريبة ً من حل لغز ٍشغلني  طوال الفتر الماضية..  استطردت...  ودمع عينها الذي غدا طليقا ً يحكي .. . وألام قلبها التي وجدت لها متنفسا ً  هي التي تشكي..  فأخبرتني ..لدي من الاخوة ثلاثة كلهم تعلموا وعملوا ... وتريدوالدتي  ان تؤمن لهم مستقبلهم فتراهم أزواجا ً ولديهم أطفال... قاطعتها باستغراب..  وماالمشكلة ان تزوجتي انت ايضا. .. كان المفاجأة في جوابها ان أمها تريد ادخار مردود عملها لمصروف البيت والباقي للمساهمة في زواج اخوتها الشباب.. أيعقل ان تكون  أنانية الام وحبها للذكور جعل منها ظالمة في حق الاناث.. فأختها الكبيرة لولا اصرارها على الزواج لكانت هي الأخرى في عداد العوانس....  ألم ينهانا الله ورسوله عن تفضيل أبنائنا عن بعضهم ؟؟؟
اخوتي واصدقائي ..
عادة نطالب الابناء ببر الآباء وحملات التحذير من العقوق..  فأين نحن
من حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: (رحم الله أبا ً أعان ولده على بره ).
اتركم لكم التعليق ان كان لديكم مايقال.
Zahra

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق