الخميس، 16 فبراير 2017

تشرب الارض

وتشرب الارض ماء الثلج ويذوب في الجبال كذوبان العتمة في ضياء الفجر  ... ويتغلغل في ترابها فتحتويه كاحتواء الام لطفل اصابه البرد فهوى في احضانها .. وسحب الدخان التي ضاقت بها جدران المدافئ ترحل  لتعانق السحاب الذي قطب حاجبيه مستعدا لاول اشارة من الطبيعة فيجود بمكامن اللؤلؤ ويهديها لسهولها وجبالها  ... ويقف الطير تحت سقف القرميد  محدقاً  بعينيه الصغيرتين منصتاً بوقار  مع الطبيعة التي اعتادت انشودته الصباحية يعزفها على اوتار النسيم العذب  ...  ً الى أغنية كان ابطالها صفير الريح  وأغصان الشجر وحشرجة أوراق اعياها الضجر ... فرمت بها يد العاصفة  لتكون زوايا الطرقات  ملاذها ومخبأها خلف الحجر .. وترحل عيوني الى   تلك الخيم .. ويشدني فضولي الى من بداخلها .. ليأخذني العقل اليهم ...  حتى أكاد أشم رائحة قهوتهم  ممزوجة بآنات الخوف من عاصفة قادمة ...ولفافات تبغهم تنفث مع دخانها تنهيدات شق عليها  الانتظار في صدورهم  فأبت الى تخرج محملة بنكهة الملل  ... وأكاد أسمع دقات قلوب الاطفال ليس فرحا ً بلقاء غائب ٍ اشتاقوا اليه ... ولازائر ٍ يتمنون حضوره ... بل خوفا ً ورهبة من مجهول يتجرأبحضوره  فيخطف واحدا ً منهم  ليكون مصيره قبراً دافئاً  يحتضن أوصاله ..ويكون مصيره الدفئ  الابدي .. ويخيم   جليد العاصفة على قلوبهم الصغيرة حتى أكاد أسمع صوت ارتطامه يتحطم مع أول قطرة ثلج عرفت طريقها  لخيمتهم وحطت رحالها عليها ...فأرى انكسار وميض العيون ترهقه دمعات الواقع المر ... حينها ترحل عيوني للسماء ..ويصرخ  قلبي المنفطر لهم  بالدعاء .. أن أغثهم يارب الارض و السماء  .. ولا تكلهم الى أحد ..كلنا نقف ببابك ياالله .. راجين منك العطاء.

Zahra

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق