ويضيق بها الوقت .. وتتذمر الساعات فتمضي كسرعة البرق ... وتتسابق الدقائق لتختزل نفسها ..وينتهي بها الامر لتكون ثواني .. تدور عقارب الساعة بلهفة المنتظر لتصل الى منتصف ليل بهيم .. تحول عند البعض الى نهار لكثرة الاضواء .. هنا وفي محراب الاحتفالات وعلى مرأى الجميع تتوقف العقارب الثلاثة مجتمعة ً مهيبة بالحدث العظيم .. ومايحدث هنا هو انتحار عام ليستقيل من دنيا الوجود.. تاركا ً خلفه ضجيج الاحداث تهنأ بالسكون.. وتتسطر في كتب التاريخ لتنعم بالهدوء .. تعلو الاصوات والصرخات في الشوارع معلنة ً ميلاد عام جديد .. فتحمل تلك الدائرة ذاتها وهذه المستقيمات الثلاث عبئ الاحداث.. وتدور في ذات الاتجاه حول نفسها دون أن تشتكي .. لتعود من حيث أتت وتكون في نهاية ليلها . بداية لنهارها ً.. وتطوي بدوراتها المتكررة الايام وتصبح الارقام تواريخ ترصد في روزنامة ورقية تعلق على الجدران .. نترقب فجر كل يوم حدثا جديد .. وتتوالى السنون على نفس المنوال ونستقبل كل منها بفرحة الأطفال .. وننسى ان نحزن على سنة ضاعت من عمرنا ..طويناها بحلوها ومرها ولكنها تقدمت بنا الى نهاية العمر وقربتنا من عالم ٍ آخر ..وانما عزاؤنا فيها هو الامل ..لعل وعسى يكون القادم أجمل ..ونتوسم في تغيير الرقم خيراً .. ونبدأ لنصلي في محراب عام ٍ جديد ..ونفتح صفحة جديدة من عمرنا .. من هنا يبدأ التاريخ وتتوالى الاحداث ..ونرسم لوحة حياتنا.. ونخط الذكريات فلنحسن الكتابة ونتريث بانتقاء الحروف وترتيب الالوان ..لتكون سنة تستحق منا أن تتذكرها ونحكيها للأجيال .. عندها فقط لن نحزن على عمر مضى .. وزمان ٍ ولى وانقضى .. وسنحتفل حقاً بنهاية سنة عاشها كل منا كإنسان .
zahra
zahra
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق