الاثنين، 13 فبراير 2017

ليلة 29ايار

في ليلة 29اياررحلت الشمس الى البعيد لتنحدر الى مغربها فأرى الليل مقبلايقطب وجهه ويزوي مابين حاجبيه وينشر اجنحة الظلام السوداء في السماء فاشعر وكانما
ألقى غلالة سوداءفي جدران قلبي فبات يشكو الضيق وبت اخير من دمعة شوق في مقلة أم فارقت ولدها .....راحت دموع الشوق تنهمر على وجنتاي حائرة على عله يرد على هاتفي لكن دون جدوى ىيمضي الليل بطيئا فانام لاحتضن دموعي التي ابت ان تتوقف كطفل صغير ينام في حضن امه لايفارقها...
حتى كانا لصباح فاستيقظنا انا والشمس معا احاول الاطمئنان ليطفئ نيران قلبي بعد ان نال منها اجيج الرمضاء.... دون جدوى
أدركنا منتصف النهار فأتاني ان روحه فاضت الى بارئها (أختي ابنك رفع راسك)....انه المفرح المبكي..أهو فرحة انتزعها من غصة ألم وحرقة كبد ام فارقت ولدها؟ ام فرح بشهادة نالها وقد تمناها بصدق.....
شعرت بنفسي كجبل شامخ ألمت به صاعقة من السماء مالبث ان استقر في مكانه ...أو كبصير فقد بصره لبضع لحظات فخيل اليه انه في منجم من مناجم الفحم فامد يدي لاتلمس جدرانه مخافة ان اصطدم بواحدة منها.....
ولم أزل كذلك حتى شعرت بصوت ابنتي تبكي اخاها بحرقة بالغة فضممتها الى صدري واحتسبنا الله فيه.
هممنا بالذهاب لوداعه...دخلنا الى المسجد حيث كان جثة هامدة لم اكن اعلم أنه حيث كان يصلي سيصلى عليه...ومن كانوا يصلون معه سيصلون عليه؟....أقبلت اليه لاحضن وجهه الطاهر بين يدي فلا حضن يلاقيني ولا صوت يناديني ...أبث اليه شعوري الذي طالما سالني عنه اذا ماستشهد ؟اعتذرت منه ... كان قد طلب الزواج قبل ايام ليكون له من يحمل اسمه من بعده فأذكره بكتبه التي تنتظره ليعود الى مقاعد الدراسة ..وكأن نفسه تحدثه بمصيره...فكان الله أكرم به  مني فزوجه بالحور العينن ...أحس برباطة جاش في نفسي ...فادعو له بالرضا.
خرجنا في موكب التشييع لابل في عراضة حمصية تزف شهيد الحق الى الجنة...أصوات الرصاص وزغاريد النساء تملا الموكب...عدنا مع من عادوا والالم يعتصر قلوبنا لفراقه أحسست بوالده كالقائد المنكسر في ساخة الحرب وكأنما الدهر علم أنه كان كل املنا في هذه الدنيا فمنحنا اياه لنغتبط به بضع سنين فيعلم ان بذرة الامل التي غرسناها قد نمت وازدهرت فاستعذبنا طعمهاواستطبنا مذاقها...فكر علينات وانتزعها منا فأحسسنا وكانه يغرس سهمه في كبدنا فنقاسي مانقاسي ...ونعاني مانعاني لانزال كذلك حتى نشعر بنفحات الايمان وكأنها سلسبيل باردمن الامل يتسرب الى قلوبنا ...فينقع غلته ويطفئ لوعته ونتذكر أن الله مامااختاره الا لانه يحبه وماحرمنا منه في الدنيا الا لنلقاه في الاخرة وماعذبنا بفراقه اليوم الا ليسعدنابلقائه غدا في الجنة...
فتحنا نافذة الرضا لانفسنا ورمينا الى البعيد بؤسنا وجعلنا نحمد الله على السراء والضراء كنا نعد الايام لفراقه ...بتنا نعد الشهور وقد
مضى العام الاول على فراقك ايها الحبيب لنبدا بعد السنين؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق